تدين لجنة متابعة قضايا التعليم العربي الإجراء المستهجن السياسي الذي اتخذته الجامعة العبرية في القدس بتعليق عمل البروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان عن العمل، بناءً على مواقفها من الحرب على غزة. إن هذا الإجراء يمثل خطوة تعسفية إضافية من سياسة ممنهجة للملاحقات السياسية وكم الأفواه التي يتعرض لها محاضرينا وطلابنا في معاهد التعليم العالي منذ بداية الحرب والتي تتعارض مع أسس الحرية الأكاديمية وحرية التعبير والتي تهدف إلى كم الأفواه النقدية المناهضة للسياسات الحالية.
 
يذكر أن كلية كي قد قامت بفصل المحاضرة د. وردة سعدة قبل أشهر بسبب مواقفها المعارضة للحرب وطالبت لجنة متابعة التعليم بإلغاء هذا القرار التعسفي. إنّ هذا النهج لا يقتصر على الفلسطينيين فحسب، بل يمتد ليشمل المحاضرين والأكاديميين اليهود الذين يعبرون عن مواقف معارضة او نقدية للحرب. نعرب عن تقديرنا واحترامنا العميق للبروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان، التي تعد رمزًا للتميز العلمي والأكاديمي، ولها إسهامات بالغة الأهمية في المجال البحثي على مستوى العالم.
 
وتعرب اللجنة عن قلقها من مضمون رسالة رئيس الجامعة وعميدها إلى عضو الكنيست شارن هسكل والتي فيها عمليا تصريح علني بتحويل الجامعة العبرية إلى ذراع لخدمة أجندة سياسية للقوى المهيمنة في إسرائيل ما يتناقض مع مبادئ الحرية الاكاديمية التي جاءت لتحمي إمكانية الابداع والنقد والتفكير خارج الصندوق والتشكيك والتجديد وبدون هذا لم يتطور العلم وبقيت البشرية مع نظريات اثبت الابداع العلمي عدم صحتها.
 
سنواصل دعمنا الثابت ونضالنا إلى جانب كل من يتعرض لهذه الملاحقات والممارسات التي تقمع الحريات الأكاديمية وحرية التعبير. إننا نؤمن بأن هذه المحاولات لن تزعزع إيماننا بقضيتنا العادلة، ورفضنا للانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا.
 
نطالب إدارة الجامعة العبرية في القدس بإعادة النظر الفوري في هذا القرار وإعادة البروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان إلى منصبها بشكل فوري وندعو كافة معاهد التعليم العالي باتخاذ التدابير لتجسيد مبادئ الحرية الأكاديمية والإنتاج المعرفي النقدي. وتدعو لجنة متابعة قضايا التعليم العربي الى مواصلة العمل الجماعي لتوفير الامان لطلابنا ومحاضرينا في معاهد التعليم العالي جراء سياسة الملاحقات وكم الافواه عامةً وتدعو الى تنظيم المحاضرين في هذه المعاهد لمواجهة جماعية لتحدياتنا الحالية والمستقبلية على حدٍ سواء.