سجّل مجتمعنا العربي في غضون يوم وليلة واحدة جريمتي عنف في مدارسنا العربية، حيث سُجلت حالة إطلاق نار من قِبل أحد الأهالي في مدرسة في شقيب السلام في النقب، وجريمة اعتداء جسدي على طفل في السادسة من عمره ومعلمة في مدرسة ابتدائية في بلدة كفركنا من قِبل والد أحد زملائه في الصف.
يشير هذا الانزلاق الرهيب في اقتحام العنف لمدارسنا وصفوف أبنائنا الى ضرورة التحرك السريع لمنع مثل هذه الحالات التي تعتبر امتدادًا للعنف المستشري في شوارعنا وأحياء بلداتنا العربية، ويتشكل الخوف والصعوبة الأكبر من اقحام مدارسنا العربية إلى مسرح العنف والجريمة على كل تداعياتها.
قمنا في لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في بداية هذا العام الدراسي بإطلاق مبادرة تربوية "سنة التّصدّي للعنف والجريمة وبناء الإنسان والمجتمع" لأولوية هذا الموضوع وحاجتنا الماسّة لوضعه بين أعيننا كلجان ونشطاء وتربويين، وتباعًا لذلك قامت اللجنة بنشر أوراق توصيات وفعاليات ورسالة للطواقم التدريسية للفت أنظارهم للتعامل مع هذه القضية بجديّة مطلقة لضمان توفير مستقبل صحي لأبنائنا ومؤسساتنا التعليمية والتربوية والأكاديمية.
الا ان الحرب التي بدأت في بداية الشهر الثاني للعام الدراسي والتي لم تنتهِ للاسف حتى يومنا هذا مست بانتظام تنفيذها على أرض الواقع و فاقمت الوضع سوءً .
وعليه, مع اقتراب نهاية العام الدراسي تُلح الحاجة في تبني الهيئات المسؤولة: وزارة التربية والتعليم, السلطات المحلية العربية, ادارات المدارس والطواقم التربوية والأهالي مبادرة عام التّصدّي للعنف والجريمة وبناء الإنسان والمجتمع في العام الدراسي المقبل, لمجابهة هذه الظواهر الخطيرة في أروقة مدارسنا ومعاهدنا التعليمية. هذا هو واجب الساعة!