يعاني المجتمع العربي الفلسطيني داخل إسرائيل، والمجتمع العربي الفلسطيني بشكل عام، من مشكلة التجزئة والتشرذم والتحارب الداخلي على خلفيات عائلية وطائفية وسياسية وجهوية وجندرية (حسب الجنس)، وذلك دون التمكن من احترام الاختلاف وتوفير مساحات للتعددية وبناء شراكات هادفة، رغم الاختلاف، كما هو الحال في المجتمعات المتماسكة والناضجة والمتقدمة. وعلى صعيد المبنى الداخلي للمجتمع الفلسطيني، فما يميزه هو سيادة العلاقات الهرمية وغير الديمقراطية، والتي لها اسقاطات سلبية على الفرد، حيث تُحدد حريته واستقلاليته، فيتعذر عليه خوض الحياة من باب التجربة الشخصية وتحمل المسؤولية.
الى جانب كل هذا فإن المجتمع الفلسطيني يمر، كغيره من المجتمعات، بتأثيرات العولمة، التي الى جانب تأثيراتها الايجابية فلها تأثيرات سلبية. فقد افرغت العولمة العلاقات الاجتماعية من جوانبها الحميمية، وأضعفت فرص التماسك والتكافل الاجتماعيين، حيث وضعت الأفراد، وبخاصة الشباب، في حقول افتراضية محوسبة، ما أدى إلى تعزز النزعة الفردية بدل العمومية والشعور بالوحدة والغربة بدل الانخراط في حياة المجتمع والمشاركة في معالجة همومه.
من هنا فقد ارتأى المجلس التربوي العربي، المنبثق عن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، أن يكون الموضوع المركزي في المدارس العربية، خلال السنة الدراسية القادمة، تحت عنوان “التعددية، الشراكة وقبول الآخر في المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل”. وحيث أن مؤسسات كثيرة في المجتمع المدني الفلسطيني تهتم بمثل هذا الموضوع، فإننا نرى انه من الضروري العمل سوية لتحديد مضامين الموضوع المركزي والإشراف على تنفيذ هذا المشروع.