منذ تأسيس المجلس التربوي العربي، يعمل رئيس وأعضاء المجلس التربوي، بشكل متواصل وتراكمي على صياغة مسودة أهداف التعليم العربي. كل هذا إلى جانب نشاطات وفعاليات المجلس الأخرى.

ضمن هذه السيرورة كان المجلس قد اجتمع لعدة لقاءات بهيئته العامة وبلجنته الإدارية لهذا الهدف.

من خلال سيرورة صياغة مسودة أهداف التعليم وكخلفية مؤسسه للصياغة، طرحت على طاولة المجلس عدة محاور. بداية عبر تحليل الواقع المحيط والتطرق لإشكاليات وتحديات التعليم على عدة مستويات: الواقع المجتمعي للمجتمع الفلسطيني في الداخل والظواهر السائدة ذات الأثر على التربية والتعليم والسياسات الحكومية في سياق التربية والتعليم وواقع السلطات المحلية في سياق التربية والتعليم.

ثم درس المجلس بشكل معمق قانون التعليم الإسرائيلي الرسمي بما فيه أهداف التعليم، إضافة إلى أهداف التعليم العربي كما صاغتها لجنة متابعة قضايا التعليم العربي سنة 1996. واطلع أعضاء المجلس على الحقوق الجماعية للأقليات في إدارة شؤونها التربوية كما ينص عليها القانون الدولي.

صياغة أهداف التعليم العربي استمرت ما يقارب السنة من خلال عمل دؤوب وتراكمي، يتخلله حوار ونقاش وتفكيك المحاور والأبعاد التي يهدف التعليم والتربية أن يصبوا ويساهموا في صقل شخصية الطالب العربي. حيث أنه في المسودة، التي ستطرح للنقاش الجماهيري في المستقبل القريب، أخذت بعين الاعتبار الأبعاد الثلاثة، الفردي والقومي والاجتماعي في شخصية الطالب والطالبة العرب والتي يهدف التعليم إلى تعزيزهم وتمكينهم.

نظرا لكون المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، أقلية أصلانية، تعاني من التمييز والعنصرية من قبل المؤسسة الحاكمة، فإن تأسيس المجلس التربوي أتى كي يحقق غايتين وهما الحاجة التربوية والحق الجماعي في إدارة شؤوننا التعليمية والتربوية. لهذا فللمجلس التربوي أهمية قصوى وادوار ريادية لإحداث تغيير جذري في مجال التربية والتعليم والذي يعتبر من المؤسسات الهامة لبناء المجتمع. على هذا الأساس فقد تم تحديد ورسم أهداف التعليم العربي تماشيا مع أربعة مبادئ وقيم، يهدف المجلس التربوي لتحقيقها وإحقاقها وهي: المساواة الجوهرية والشراكة الفعلية في رسم السياسات التربوية واعتراف الدولة في الخصوصية الثقافية للمجتمع الفلسطيني والعمل على تحسين جودة التعليم العربي.

بعد أن تم صياغة المسودة الأولى لأهداف التعليم العربي، سيتم تداولها ونقاشها جماهيريا من خلال ورشات في المؤسسات التربوية ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة لنشرها إعلاميا وصحفيا وذلك بهدف خلق تفاعل وشراكة جماهيرية، حقيقية وفعالة، لإتمام الصياغة النهائية لأهداف التعليم العربي.